وربما كان جوهر هذا البثر ونتوءه في الغور فلا يظهر نتوءه من خارج ولكن تدل عليه الحكة وربما أصابته اليد عند الغمز البالغ والغرب ناصور يحدث في موق العين الأنسي وأكثره عقيب خراج وبثر يظهر بالموضع ثم ينفجر فيصير ناصورا وذلك الخراج قبل أن يفجر يسمى اخيلوس ولأن ذلك العضو رقيق الجوهر يؤدى من باطنه إلى ظاهره كالجوبة يجدها من جانب عظم الانف ومن جانب المقلة وإذا انفجر ترك بعد أو عسر التئامه لان العضو رطب ومع رطوبته متحرك دائم الحركة ولذلك ما يصير ناصورا وربما كان انفجاره إلى خارج وربما كان انفجاره إلى داخل يمنة ويسرة وربما كان انفجاره إلى الجانبين جميعا وكثيرا ما يطرق انفجاره إلى الانف فيسيل إليه وقد يبلغ خبث صديده العظم فيفسده ويسوده ثم يأكله ويفسد غضاريف الجفن ويملأ العين مدة تخرج بالغمز * (المعالجات) * الغرب ورم مزمن وأخفه الحديث فاما الحديث منه فيعالج بأدوية مسهلة نذكرها واما المزمن فان علاجه الحقيقي هو الكي الذي نصفه أو ما يقوم مقامه مثل الديك برديك يبدأ فيحك الناصور بخرقة ثم يتخذ فتيلة بديك برديك وتحشى وقد زعم بعضهم أنه إذا نقى وأخذ عنه اللحم الميت وغمست قطنة في ماء الخرنوب النبطي وجعلت فيه نفعت منه نفعا شديدا وان أريد استعمال دواء غير الكي فأفضله أن يعصر حتى يخرج ما فيه ثم يغسل بشراب قابض يقطر فيه وان كان قليلا لا يخرج ترك يومين وثلاثة معصوبا حتى يجمع شيئا له قدر ثم يعصر ثم يغسل ثم يقطر فيه شياف الغرب الذي نسبه محمد بن زكريا إلى نفسه وخصوصا المدوف منه في ماء العفص وأفضل التقطير أن يقطره قطرة بعد قطرة بين كل قطرتين ساعة ومن أفضل تدبيره أن يسبر غوره بميل ثم يلف على الميل قطنة تغمس في الأدوية وتجعل فيه سواء كان الدواء سيالا أو ذرورا ويجب إذا استعمل الدواء ان يشد بعصابة ويلزم السكون ومن الشيافات المجربة أن يؤخذ زرنيخ أحمر وزاج وذراريج وكلس ونوشادر وشب أجزاء سواء يجمع سحقا ببول صبي وييبس ويستعمل يابسا وقد ينفع في ابتدائه وقبل الانفجار أن يجعل عليه الزاج ويجعل عليه أشق وميوزج وكذلك الجوز الزنخ وكل ما هو قليل التحليل وإذا سحق ورق السذاب البستاني بماء الرماد وجعل على اخيلوس قبل بلوغه العظم وبعده يدمله ويصلح اللحم لكنه يلذع في أول وضع ثم لا يلذع وإذا صار غربا فاعلم أن القانون فيه أن ينقى أولا ثم يعالج ومما ينقيه أن يؤخذ غرقئ لقصب الموجود في باطنه وخصوصا القريب من أصله الذي له غلظ ما ويغمسن في العسل ويلزم الغرب فينقيه ثم يغسل الموضع بإسفنج مغموس في ماء العسل وربما اتبع ذلك ايداعه غرقئ القصب يابسا وحده بلا دواء آخر يجفف فيكفي ومن المجربات للغرب شياف ماميثا ومر وزعفران بماء الطلحشقوق ولا يزال يبدل منها ان يسحق الحلزون بخرقة ويخلط به مر وصبر ويستعمل وهو مما ينتفع به في العلة وهي بعد بثره ولم يجمع وقد ينتفع به فيه وهو قرحة ومنها ودع محرق وزعفران وطلحشقوق يابس بماء السماق المشمس ومن العجيب فيه ورق السذاب بماء الرمان يجعل عليه ومن خصوصيته انه يمنع أن يبقى اثر فاحش ويجب أن لا يبالي بلذعه ومما يفجر الخراج الخارج ضماد من خبز مع بزر مرو أو كندر بلبن امرأة أو زعفران بماء الجرجير أو مر بثلثه صمغ أعرابي يعجن بمرارة البقر ويلزق عليه ولا يحرك حتى يبرئه ومن أدوية الغرب أن يتخذ
(١٢٤)