بقتل حاطب وكيف صفح (صلى الله عليه وآله وسلم) عن حاطب وهو يفشي سر الله ورسوله ويتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين فلم يكفر (صلى الله عليه وآله وسلم) أحدا منهما ولم يفسقهما ولكن المتشددين من أخوتنا أهل السنة أمثال الخطيب وابن الجبهان وموسى جار الله وإلهي ظهير فإنهم يعذرون حاطبا وأمثاله ويفسقون من يجرحهم وهكذا أحكام مزدوجة منسوبة إلى الإسلام وإلا فإليك المثال التالي:
لو أن رجلا كفر زيدا وأفتى بقتله، وآخر شتمه فقام زيد ورفع شكواه للمحكمة وجيئ بالرجلين ماثلين بين يدي القاضي، وكلاهما أدلى بحجة واهية ردها القاضي.
والآن أخي المسلم كلنا ننتظر صدور الحكم فإن صدر على أساس ان هذا أبوه أمير أو غني وذاك فقير أو حقير فالقاضي ظالم، وإن صدر الحكم على أساس أن هذا مسلم أو ذو قربى وذاك ذمي أولا يعرفه فالقاضي ظالم وفاسق حسب تفاوت اطلاقات المفهومين، وإن تساوى الرجلان في الاعتبارات وصدر الحكم أن من أفتى بكفر زيد وقتله قد برأته يد العدالة وأما من سبه أو شتمه فقط فإنه يكفر ويستتاب ويسجن مع أعمال شاقة خمس سنوات تأديبا له وان أعاد الكرة يقتل فالقاضي هنا ظالم وفاسق وفاقد الإنسانية، وهذا مما لا يختلف فيه اثنان.
والقول الفصل إن الإسلام منزه عن مثل هذه الأحكام ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يقول إلا حقا والله أحكم الحاكمين.
ولا أدهى من ذلك وأمر إلا قاصمة الظهر التي في ذيل الحديث محل البحث وهو قولهم: (لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد