الأستاذ أحمد أمين.
واستغرابنا هنا بلحاظ أن قضيتهما واحدة ورده عليهما من كتاب واحد والذي يغلب على الظن أن لا مسوغ لذلك إلا اتهامه لأحمد أمين بالتشيع للمستشرقين وبخاصة جولد اتسيهر في الحين الذي اتهم فيه أبا ريا بالتشيع لآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)!!!.
وأما الشيخ أبو ريا يريد أن يرد الفرع إلى الأصل والنتائج إلى المقدمات ويلحق الجناية بجانبها، ويرى أن الباحث العلمي المتمكن البرئ لا يؤاخذ على أفكاره لأنه لا يلوي بعنقه إلا تجاه ما يؤمن به العقل أو تهدي إليه التجربة أو يدل عليه الخبر الصادق، وعليه فلا يؤاخذ في نتاجه وإلا فالشرع والعقل يقبحان أخذ البرئ بذنب المسئ، فكما أن النقاد من الصحابة مثل عمر وعثمان وعلي وعائشة وغيرهم لا يؤاخذون على نقدهم لأبي هريرة فكذلك الباحث الناقد لا يؤاخذ بلحاظ وحدة الحكم والقضية.
وعليه فمن الانصاف أن نقول أن الباحثين يقتفون أثر النقاد من الصحابة الذين عاصروا الرجل وعايشوه في عصر لم يكن فيه نظام المعتزلة ولا جولد اتسيهر المستشرقين ولا أبو ريا وأحمد أمين وأضرابهم من الباحثين ولم يكن عمر وعثمان وعائشة وأمثالهم شيعة موالين، ولا جرم أن المفكرين المسلمين والمستشرقين والمعتزلة والشيعة وغيرهم لم يمسكوا على شئ لولا نقاد الصحابة والتابعين وبعض الأحاديث المفضوحة التزوير مثل حديث " خلق الله التربة يوم السبت ".