لخديجة بنت خويلد زوجة رسول الله الكبرى أخت لأمها يقال لها: هالة قد تزوجها رجل من بني مخزوم فولدت له بنتا اسمها هالة ثم خلف عليها بعد أبي هالة رجل من تميم يقال له أبو هند فأولدها ابنا كان يسمى هندا بن أبي هند وابنتين فكانتا هاتان الابنتان منسوبتين إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زينب ورقية ومات أبو هند وقد بلغ ابنه مبلغ الرجال والابنتان طفلتان، فكان ذلك في حدثان تزويج رسول الله بخديجة بنت خويلد، وكانت هالة أخت خديجة فقيرة وكانت خديجة من الأغنياء الموصوفين بكثرة المال.
فأما هند بن أبي هند فإنه لحق بقومه وعشيرته بالبادية وبقيت الطفلتان عند أمهما هالة أخت خديجة فضمت خديجة أختها هالة مع الطفلتين إليها وكفلتهن جميعا وكانت هالة أخت خديجة هي الرسول بين خديجة وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حال التزويج فلما تزوج رسول الله خديجة ماتت هالة بعد ذلك بمدة يسيرة وخلفت الطفلتين زينب ورقية في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحجر خديجة فربياهما، وكان من سنة العرب في الجاهلية من يربي يتيما ينسب ذلك اليتيم إليه ويدعى باسمه فلم يستحل لمن يربيها تزوجها لأنها كانت عند العرب بزعمهم بنت المربي لها ولذلك كانوا يقولون زيد بن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ويدعون يا زينب بنت محمد ويا رقية بنت محمد وهكذا نسبتا إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
ولم تزل العرب على هذا الحال إلى أن جاء الإسلام وربى بعض الصحابة يتيمة بعد الهجرة وسأل رسول الله هل يجوز في الإسلام تزويج اليتيمة ممن رباها فأنزل الله تعالى قوله: * (ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى