بوجل القلب وزيادة الإيمان والتوكل على الله والصدق والوفاء بالعهد والخشية من الله ولا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وعن الصلاة ويخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ولم يغيروا ولم يبدلوا والى ما هنالك من الصفات الحميدة؟
* ا لم نجد أن القرآن الحكيم وصف البعض الآخر من الصحابة المؤمنين بقساوة القلب وعدم الوجل من الله ولم يحركهم ذكر الله ولم يزدهم إيمانا ولم تخشع قلوبهم وعاتبهم بعد ثلاثة عشر عاما وشكوا في نبوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديبية ونكثوا في أحد وخيبر وحنين وأن من ينكث فإنما ينكث على نفسه وأنهم يخشون الناس بأكثر مما يخشون الله ويسخطون من الله عندما فرض عليهم الجهاد وتلهيهم التجارة وحفل الزفاف فيتركون الجمعة ويتركون رسول الله قائما إلا ما رحم ربي ويغيرون ويبدلون في خلجات قلوبهم وفي أحكام الدين وإذا مات رسول الله أو قتل ينقلبون على أعقابهم وأخيرا وصفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنهم يحذون حذو اليهود والنصارى حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكوه شبرا بشبر وذراعا بذارع؟
* ألم نجد ذلك كله في الآيات آنفة الذكر؟ ثم إذا فاتك التأمل فعد النظر يرحمك الله واحكم بما أنزل الله.
على أن الفتوى الحزمية - التي ادخل بموجبها " 124 " ألف صحابي واستشهد صاحبها بقوله تعالى: * (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى) * (1) فتوى باطلة بدليل أن الله تعالى وعد بالحسنى في الآية الكريمة بشرط الإنفاق والقتال