أعقبه الله نفاقا مثل حمامة المسجد " كما يسمونه " ثعلبة بن حاطب الأنصاري، روى قصته قتادة وسعيد بن جبير كما في الاستيعاب للقرطبي المالكي ورواها البارودي وابن السكن وابن شاهين كما في الإصابة لابن حجر العسقلاني ورواها الطبراني وابن مردويه والبيهقي كما في أسباب النزول للسيوطي ورواها الواحدي النيسابوري في أسباب النزول ورواها ابن عباس والحسن البصري وابن جرير وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير.
وبلحاظ التطابق بين رواية الواحدي وبين الرواية التي ينقلها ابن كثير عن ابن جرير وابن أبي حاتم - في اللحاظ والألفاظ وطول القصة - آثرنا أن نقتطف عنهما باختصار محل الحاجة وإليك اختصارها:
(عن أبي إمامة الباهلي عن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أنه قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ادع الله أن يرزقني مالا... قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه... قال: والذي بعثك بالحق لأن دعوت الله فرزقني مالا لأعطين كل ذي حق حقه فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (اللهم ارزق ثعلبة مالا) قال: فاتخذ غنما فنمت.. جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة.. ثم نمت وكثرت فتنحى حتى ترك الصلوات إلا الجمعة وهي تنمو... حتى ترك الجمعة.. فقال رسول الله:
ما فعل ثعلبة فقالوا: تخذ غنما فضاقت عليه المدينة... فقال: (ويح ثعلبة...
وأنزل الله جل ثناؤه * (خذ من أموالهم صدقة) *.
ونزلت فرائض الصدقة فبعث رسول الله رجلين... وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة من المسلمين وقال لهما مرا ثعلبة... فخرجا حتى أتيا ثعلبة...
فقال: ما هذه إلا جزية... فانطلقا... فلما رآهما (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: