فالخطأ واضح؟ إذ لا يساعد عليه سياق الآية ولا أسبابها، على أن معناها هكذا " حسبك الله وحسب من اتبعك من المؤمنين " بعطف الجملة التالية على كاف النصب من الأولى (1).
وعليه فلا مطلب وراء التعميم ولا منقبة لمخلوق باعتبار ان المستفاد من الضوابط الكلية والعمومات الشرعية والأوليات العقلية بما هي هي والواقع الخارجي باعتبار الافتقار: أن الله حسب كل الكائنات في شتى مناحي الكون والحياة وحتى لو فسرنا الآية الكريمة بما في تفسير الجلالين ورجحه العلامة في الميزان أن المعنى: " حسبك الله وحسبك المؤمنين " فهذا الحسب خاص بأول معركة كبدر الكبرى ولا يجوز ان نسحبه لما بعدها بدليل ان الفارين منهم - في أحد وخيبر والطائف وهوازن - لا يجوز ان يكونوا حسب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنهم ناكثون والحسب والنكث لا يجتمعان.
وأما إذا لم يكن لأخوتنا أهل السنة قصد خارج معنى الآية الكريمة فلم الاستشهاد بها في مكان لا يفيد فيه إلا الشواهد العامة وإلا فالآية خاصة ونحن نقول ببراءة وشرف عشرات الألوف من أصحاب رسول الله الكرام (صلى الله عليه وآله وسلم) ورضي عنهم وأرضاهم.
والمعروف الذي لا يغفل عنه ذهن من له أدنى إلمام بالعلم والتاريخ من الباحثين: إن أخوتنا أهل السنة يركبون الصعب والذلول ويتلمسون الشارد والوارد والغث والسمين لتبرير أعمال الذين ابتلوا بالفسق والعصيان من بعض الصحابة، وكل من رام استعلام الحقائق عنهم يكفره البعض فضلا عن التفسيق على رغم أن أغلاطهم على قدم وساق قد ملأت العديد من كتب