والله أهل الحرب.
فاعترض الكلام أبو الهيثم بن التيهان فقال: يا رسول الله إن بيننا وبين الناس حبالا وإنا قاطعوها يعني اليهود فهل عسيت إن أظهرك الله عز وجل ان ترجع إلى قومك وتدعنا؟
فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: (بل الدم الدم الهدم الهدم أنتم مني وأنا منكم أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم) " ومعنى الهدم الحرمة أي ذمتي ذمتكم وحرمتي حرمتكم ".
وقال لهم العباس بن عبادة بن فضلة الأنصاري: يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ تبايعونه على حرب الأحمر والأسود.. قالوا فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف فما لنا بذلك يا رسول الله، قال الجنة قالوا ابسط يدك فبايعوه.. ثم قال: ارفضوا إلى رحالكم " أي تفرقوا ".
فقال له العباس بن عبادة " بن نضلة ": والذي بعثك بالحق نبيا لئن شئت لنميلن غدا على أهل منى بأسيافنا فقال: لم تؤمر بذلك فرجعوا (1).
أقول: لعل المقصود من السابقين الأولين من الأنصار هم هؤلاء السبعون الذين جاءوا إلى مكة فبايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلا عند العقبة على حرب الأحمر والأسود والدم والهدم بعد الإسلام والإيمان ولعل ذلك هو السر الذي دعا رسول الله أن ينتدبهم في غزوة حنين عندما انهزم السابقون الأولون من المهاجرين " حسب المدعى ".
عجيبة إن عمر بن الخطاب إما أنه كان لا يقرأ القرآن ولا يعرف أحكامه ولم يسمع بها وإما أنه يعرف كل ذلك أو بعضه غير أنه أراد أن يتنكر لفضل