بشعب أبي طالب عام خمس أو ستة للنبوة أم الهجرة إلى المدينة المنورة عام عشرة أو ثلاثة عشر للنبوة وما بعدها.
ومما يجدر بالذكر ولا يخفى أن هجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى شعب أبي طالب متزامنة مع هجرة الأصحاب إلى الحبشة.
ومن الطريف بالموضوع أن بعض كبار الصحابة لم ينل شرف اي من الهجرتين مثل أبي بكر وعمر حيث لم يهاجرا إلى الحبشة ولا إلى شعب أبي طالب اتفاقا هذا كله ورسول الله وأبو طالب والحمزة وعلي وغيرهم من أهل الحصار يشدون الحجر على بطونهم من ألم الجوع حتى أن أحدهم بال ليلا فوقع بوله على شئ له قرقعة فلمسه وإذا به قطعة من جلد بعير قديم فأخذه وأحرقه بالنار ثم التهمه من شدة الجوع.
والصحيح أن أبا بكر وعمر لم يكونا مسلمين عام الهجرة للشعب في سنة ست للنبوة وإلا فلم لم يهاجرا إلى الشعب أو الحبشة؟ ثم لم لم تمسهما قريش بسوء وهما الأضعفان آنذاك؟ فتأمل!!
وهكذا يتجلى الحق بأن المقصود بقول الله في الآية الكريمة * (والسابقون الأولون من المهاجرين) * هم أهل الهجرة مع وإلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الشعب وحصارهم فيه ثلاث أو أربع سنوات لأن هذه الهجرة هي الأعظم بالنسبة لهجرة الحبشة وهي الأقدم بالنسبة لهجرة المدينة المنورة.
هذا إذا كان المقصود بالسابقين السبق إلى الهجرة مع رسول الله وأما إذا كان المقصود بالسبق السبق إلى الإيمان فهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أول من آمن حيث " بعث رسول الله (صلى الله عليه