أبا لبابة على قتال بني قريظة، ثم لما صدر منه ذلك استبدله بابن حضير.
مع أن من البديهي: أن النبي لم يكن يؤمر أحدا سوي علي إذا كان عليه السلام حاضرا. إلا أن يكون هو وابن حضير من جملة الذين ولاهم قيادة الجيش في بني قريظة فانهزموا - تماما كما جرى في خيبر - وقد تقدم: أنه (ص) قد بعث أكابر أصحابه إلى بني قريظة، فنزلوا من حصنهم فهزموا، فبعث عليا بالراية، فاستنزلهم على حكم الله ورسوله (1).
أو يقال: إنه كان قد ولاه على بعض الفرق المقاتلة، وكانت القيادة العامة للجيش كله بيد علي عليه السلام.
ونسجل هنا ملاحظة هامة، وهي: السؤال عن سبب تأخير النبي (ص) إطلاق سراح أبي لبابة إلى حين صلاة الصبح، رغم أنه لم يكن يبعد عنه سوى بضع خطوات.
ثاني عشر: وزعموا: أن أبا لبابة جاء رسول الله (ص)، فقال: أنا أهجر دار قومي التي أصبت فيها هذا الذنب، فأخرج من مالي صدقة إلى الله ورسوله؟
فقال النبي (ص) يجزى عنك الثلث.
فأخرج الثلث، وهجر دار قومه، ثم تاب الله عليه، فلم بين في الإسلام منه إلا خير حتى فارق الدنيا (2).