فإننا نختاره على ما سواه ملخصا عنه ثم نشير إلى سائر المصادر التي ذكرت النص كله أو بعضه أو اختصرته، فنقول:
لما اشتد الحصار على بني قريظة طلبوا من النبي (ص) أن يرسل إليهم أبا لبابة، فأرسله إليهم (ليلة السبت).
قال أبو لبابة: فقام كعب بن أسد فقال: " أبا بشير، قد علمت ما صنعنا في أمرك، وأمر قومك يوم الحدائق وبعاث، وكل حرب كنتم فيها. وقد اشتد علينا الحصار وهلكن، ومحمد يأبي أن يفارق حصننا حتى ننزل على حكمه، فلو زال لحقنا بأرض الشام، أو خيبر، ولم نطأ له حرا أبدا ولم نكثر عليه جمعا أبدا.
ثم انحى أبو لبابة وكعب بن أسد باللائمة علي حيي بن أخطب، فقال حيي: ملحمة وبلاء كتب علينا.
ثم استشاروا أبا لبابة في النزول على حكم النبي (ص)، فقال لهم: نعم، فانزلوا. وأشار إلى حلقه، هو الذبح.
ثم ذكر أبو لبابة: أنه ندم، فاسترجع. فقال له كعب: مالك يا أبا لبابة؟!
قال: " فقلت: خنت الله ورسوله. فنزلت، وإن لحيتي لمبتلة من الدموع، والناس ينتظرون رجوعي إليهم ".
ثم ذكر أنه أخذ من وراء الحصن طريقا إلى المسجد، فارتبط إلى الأسطواني ة " المخلقة " وتسمى أسطوانة التوبة.
قال: وبلغ رسول الله ذهابي، وما صنعت. فقال: دعوه، حتى يحدث الله فيه ما يشاء، لو كان جاءني استغفرت له.
قال: فكنت في أمر عظيم خمس عشرة ليلة.
ثم ذكر أنه كان قد رأي قبل ذلك رؤيا، فعبرها له أبو بكر، بقوله: