الرابع: من الذي نادي في الناس: علي أم بلال؟!
وذكر نص آخر ذكرنا فيما تقدم أيضا: أن النبي (ص) بعث بلالا، فأذن في الناس أن لا يصلي أحد منهم العصر إلا في بني قريظة.
بينما نجد نصا آخر يقول: إن قتادة بن النعمان أخبر النبي (ص) أن دحية ينادي في الناس: ألا لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة.
فقال (ص): ذاك جبرئيل، ادع لي عليا.
فجاء علي، فقال له: ناد في الناس ألا لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة. فجاء أمير المؤمنين عليه السلام، فنادي فيهم، فخرج الناس، فبادروا إلى بني قريظة.
وخرج رسول الله (ص)، وعلي بن أبي طالب بين يديه مع الراية العظمى إلخ (1).
وإذا كنا نعلم: أن السياسة كانت تتجه إلى إعطاء كل الأدوار إلى الآخرين وتجاهل، بل وتزوير التاريخ لإبعاد علي عليه السلام عن الواجهة إلى درجة تجعل البعض يتخيل أنه لم يكن قد ولد بعد. فإننا ندرك السبب في أنهم يذكرون نصف هذا النص ويرددونه في كتبهم وصحاحهم، ويتجاهلون النصف الآخر، إلى درجة التجرؤ على استبدل علي عليه السلام ببلال. كما تقدم. فاقرأ واعجب، فما عشت أراك الدهر عجبا.