الثاني: حمراء الأسد أو الروحاء:
وقد ذكرت بعض النصوص المتقدمة أيضا: أن جبرئيل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما زلت أتبعهم حتى بلغت الروحاء (1).
ونحن نشك في صحة ذلك، لأن جبرئيل قد جاء إلى النبي ظهر اليوم الذي فر المشركون في ليلته، أو بعد الظهر بقليل. أي بعد فرار المشركين بنصف يوم أو أكثر بقليل. ولا يمكن للمشركين أن يقطعوا المسافة التي بين المدينة وبين الروحاء بهذه المدة القصيرة.
وذلك لأن الروحاء كانت على بعد ليلتين من المدينة (2). بينهما أحد وأربعون أو اثنان وأربعون ميلا (3)، وقيل: ستة وثلاثون (4). وقيل:
نحو أربعين (5) وقيل: ثلاثون (6). وقيل: أربعة برد (7).