لموسى، بل هو التزام بهما بنحو أتم وأكمل، وأوفي وأدق وأشمل.
7 - لقد امتحن الله سبحانه بني إسرائيل في أمر حساس للغاية.
حيث واجههم بالأمر الذي هو أساس الداء الوبيل فيهم، حينما بعث نبيا من غيرهم، فثارت فيهم روح التمييز العنصري، وأكل قلوبهم الحسد. والأنكى من ذلك أنهم كانوا يدركون ذلك ويصرحون به.
ثم يسلمهم اللجاج، وحالة الاستكبار والصدود عن الحق إلى الدمار والبوار، وبئس المصير الذي اختاروه لأنفسهم، وفي العذاب هم مشتركون.
خيانة أبي لبابة:
وحين خاف اليهود من مهاجمة علي عليه السلام لهم، كما قدمناه. سألوا النبي (ص) أن يرسل إليهم أبا لبابة، ليساوروه في أمرهم فأرسله إليهم. وقال له: " فأتهم، وقل: معروفا " (1).
قالوا: وكان أبو لبابة مناصحا لهم، لأن ماله، وعياله، وولده كانت في بني قريظة (2) واسم أبي لبابة: زيد بن عبد المنذر وهو من بني قريظة، ابتاعه النبي (ص) وهو مكاتب، فأعتقه (3) فلما طلع عليهم انتحبوا في وجهه يبكون، وقالوا: لا طاقة لنا اليوم بقتال من وراءك (4).
وبما أن نص الواقدي، هو أجمع النصوص لخصوصيات ما حدث