فسرت متيقنا بنصر الله عز وجل حتى ركزت الراية في أصل الحصن، فاستقبلوني يسبون رسول الله (ص)، فكرهت أن يسمعه رسول الله، فأردت أن أرجع إليه، فإذا به قد طلع (وسمع سبهم له) فناداهم يا إخوة القردة والخنازير، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.
فقالوا: يا أبا القاسم، ما كنت جهولا ولا سبابا.
فاستحيا، ورجع القهقري قليلا، ثم أمر فضربت خيمته بإزاء حصونهم (1).
وارتجاز راجزهم بما تقدم، وقول علي عليه السلام: الحمد لله الذي أظهر الإسلام وقمع الشرك، ذكره آخرون أيضا (2) وسيأتي تعليقنا على الفقرات الأخيرة إن شاء الله تعالى.
النبي (ص) في بني قريظة:
ويقول المؤرخون: قدم رسول (ص) علي بن أبي طالب برايته (العظمى) إلى بني قريظة، وابتدرها الناس.
فسار حتى دنا من الحصون، فسمع منها مقالة قبيحة لرسول الله، فرجع حتى لقي النبي (ص) في الطريق، فقال: يا رسول الله، لا عليك ألا تدنو من هؤلاء الأخابيث (وفي نص آخر: ارجع يا رسول الله، فإن الله كافيك اليهود).
قال: لم؟ أظنك سمعت منهم لي أذي.