ابن معاذ الشهيد:
وقد ذكرنا في الجزء التاسع من هذا الكتاب: أن سعد بن معاذ كان قد أصيب بسهم في أكحله في غزوة الخندق، فدعا الله أن لا يميته حتى يقر عينه من بني قريظة، فاستجاب الله له.
وبعد ان حكم فيهم بحكم الله انفجر جرحه، فمات شهيدا رحمه الله (1).
وفي نص آخر: " فإذا سعد يسيل جرحه دما له هدير " (2).
ولا ندري مدى صحة هذه الفقرة الأخيرة!!
ويقولون: إن رسول الله (ص) كان قد كواه مرتين، فانتفخت يده فيهما. فدعا الله سبحانه: إن كانت الحرب قد وضعت بينهم وبين قريش ان يفجر الجرح، ففجره الله.
فأتاه (ص) في نفر من أصحابه يعوده، فوجدوه قد سجي في ملاءة بيضاء، وهو في السياق.
وكان سعد رجلا أبيض طويلا. فجلس (ص) عند رأسه، وجعل رأسه في حجره، ثم قال:
" اللهم إن سعدا قد جاهد في سبيلك، وصدق رسولك، وقضى الذي عليه، فاقبض روحه بخير ما تقبض فيه أرواح الخلق ".