وأما انطباقها على بني قينقاع فقد يكون له وجه، إذ أن ما فعلوه لا يصل إلى درجة ما فعله بنو قريظة، ولأجل ذلك جاء عقابهم أخف من عقاب أولئك.
على أننا نقول: إن الآية الكريمة وإن كانت قد نزلت في هذه المناسبة إلا أنها أرادت أن تعطي قاعدة عامة صالحة للانطباق في كل زمان.
آية نزلت في بني قريظة:
وقد روي عن مجاهد: أن قوله تعالى: (وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم، وقذف في قلوبهم الرعب، فريقا تقتلون، وتأسرون فريقا، وأورثكم أرضهم وديارهم، وأموالهم وأرضا لم تطأوها، وكان الله على كل شئ قديرا) (1) نزل في بني قريظة (2).
وكذا روي عن قتادة (3) وسعيد بن جبير (4).
ويؤيد ذلك بل يدل عليه: أن الضمير في " ظاهروهم " يعود إلى الذين كفروا في الآية السابقة، الذين هم الأحزاب، والذين ظاهروا الأحزاب، وأنزلهم الله من صياصيهم، وقتل المسلمون فريقا منهم وأسروا فريقا، هم بنو قريظة بالذات.