كلمات أخيرة حول جويرية:
يقول الديار بكري: كانت جويرية عند النبي (ص) خمس سنين، وعاشت بعده خمسا وأربعين سنة، وتوفيت بالمدينة سنة خمسين، وفي رواية سنة ست وخمسين، وهي بنت خمس وستين سنة، وصلى عليها مروان بن الحكم. وكان حاكما على المدينة من قبل معاوية (1).
ملاحظات لا بد من تسجيلها:
ونذكر القارئ أخيرا بما يلي:
1 - إن جويرية كانت من بيت عز وشرف، وقد عاشت حياتها بطرقة لا تنسجم، لا من قريب ولا من بعيد مع حياة الرق والعبودية.
والإسلام هو الذي يقول: ارحموا عزيز قوم ذل.
2 - إنه (ص) لا يريد لهذه المرأة أن تعيش فيما بالمهانة في ظل الإسلام، بل يريد أن تلمس: أن الإسلام يحترم إنسانيتها، ويحفظ لها كرامتها.
3 - إن إكرام قومها وأبيها بها أن كان أبوها لم يقتل في المريسيع قبل سبيها لسوف يهيؤهم نفسيا للتفاعل مع تعاليم الإسلام، والانسجام مع قيمه ومثله، لأنهم عاشوها واقعا حيا، تجسد موقفا وسلوكا. وكان له تأثير على حياتهم، ووجودهم، ومصيرهم.
4 - إن علينا: أن لا ننسى أنه لم يكن من المصلحة القسوة على قوم هم من قبائل خزاعة التي كانت عيبة نصح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل كان لا بد من درء الخطر أولا، ثم تهيئة الأجواء