رؤيا كرؤيا عاتكة في بدر:
قالوا: لما انصرف المشركون من الخندق، خافت بنو قريظة خوفا شديدا، وقالوا: محمد يزحف إلينا. وكانت امرأة نباش بن قيس قد رأت (1) - والمسلمون في حصار الخندق - الخندق ليس به أحد. وأن الناس تحولوا إليهم في حصونهم، فذبحوهم ذبح الغنم.
فذكرت ذلك لزوجها، فذكره للزبير بن باطا. فقال الزبير: ما لها، لا نامت عينها؟ تولي قريش، ويحصرنا محمد، والتوراة؟ ولما بعد الحصار أشد منه (2).
تعبير الرؤيا:
ونريد أن نسجل هنا:
1 - أن الانسان يهتم كثيرا بكل ما يمس مصيرة ومستقبلة ويتحرك حتى على أساس التخيل والتوهم لمواجهة أي احتمال قادم إليه من المجهول. فنجده يلتجئ حتى لقارئة البخت التي يعلم أنها تكذب عليه، فإذا تكلمت بكلمات عامة وغائمة، تقولها عادة لكل إنسان، فإنه يتلقفها بلهفة، وبحساسية وشفافية متناهية، ويبدأ بتطبيقها على حاله وأحواله. فإذا قالت له مثلا: ستأتيك رسالة من صديق، تخيل أن فلانا الغائب هو الذي سيرسل إليه تلك الرسالة.
ثم إذا قالت له: هناك من يحسدك أو يكرهك، وهو أمر قد