فإذا كان قد مات في التاسعة، فلا بد أن تكون الحادثة أيضا في السنة التاسعة، وذلك يدل على أن الحادثة قد كانت في غزوة تبوك.
لكن الحلبي بعد أن ذكر القول بأن هذه الحادثة قد كانت في غزوة تبوك قال: " فيه نظر ظاهر " (1). وإذا كان مستند الحلبي في هذا النظر هو الروايات التي ذكرت: أنها كانت في غزوة المريسيع، فلا مجال لقبول ذلك منه، بعد أن تواردت على تلك الروايات العلل والأسقام، كما رأينا وسنرى إن شاء الله تعالى.
والخلاصة: أن وقوع هذه الحادثة في غزوة المريسيع أمر مشكوك فيه.
ابن أرقم؟ أم ابن أقرم؟ أم غير هما؟!
إننا في حين نجد بعض الروايات تقول: إن زيد بن أرقم هو الذي تصدي لابن أبي، نجد في النصوص الأخرى، ما يخالف ذلك، فقد " ذكر ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة. وذكر موسى بن عقبة في مغازيهما هذه القصة، وزعما: أن أوس بن أقرم - وهو رجل من بني الحارث بن الخزرج - هو الذي سمع قول عبد الله بن أبي، فأخبر بذلك عمر بن الخطاب. وذكر ذلك عمر لرسول الله (ص). وبعث رسول الله (ص) إلى ابن أبي، فسأله عما تكلم به، فحلف بالله ما قال من ذلك شيئا.
فقال له رسول الله (ص): إن كان سبق منك قول فتب. فجحد، وحلف.