وكعب بن أسد، وحتى ما ينسب لنساءهم، كنباتة النضيرية، قد صنع من أجل تحقيق هذا الهدف بالذات. ولعله أيضا بهدف التخفيف، أو فقل:
التعتيم على ما لحقهم من عار النكث والخيانة.
مع أن النصوص التاريخية تؤكد ذلهم، وخنوعهم، وجزعهم الشديد حين ذهب إليهم أبو لبابة، فكيف تحول ذلك الذل والخنوع والجزع إلى قوة وعزة وشهامة، وبطولة. لا ندري ولعل الفطن الذكي يدري.
قتل نباتة النضيرية:
ويقال: إنه كان ثمة امرأة من بني النضير، يقال لها نباتة تحت رجل قريظي. (قال السهيلي: هو الحاكم القرظي) يحبها، وتحبه.
وكانت في حصن الزبير بن باطا - فخاف زوجها أن تسبى بعده، فأحب أن تقتل بجرمها. فطلب منها فدلت على المسلمين رحى من فوق الحصن، وكان المسلمون ربما جلسوا تحته، يستظلون في فيئة. وكان ذلك بعد اشتداد الحصار على بني قريظة.
فلما أطلعت الرحي، رآها القوم فانفضوا، فأصابت خلاد بن سويد، فشدخت رأسه.
فلما كان في اليوم الذي أمر رسول الله (ص) أن يقتلوا دخلت هذه المرأة على عائشة، فجعلت تضحك ظهرا لبطن، وهي تقول: سراة بني قريظة، يقتلون، فسمعت قول قائل: يا نباتة.
فقالت: أنا والله التي أدعي.
قالت: ولم؟
قالت: قتلني زوجي.