كثرة المسلمين بعد قضية زيد وابن أبي:
أما العسقلاني، فاعتبر أن قول البخاري: ثم إن المسلمين كثروا بعد: " مما يؤيد تقدم القصة.
ويوضح وهم من قال إنها كانت بتبوك، لان المهاجرين حينئذ كانوا كثيرا جدا، وقد انضافت إليهم مسلمة الفتح في غزوة تبوك، فكانوا حينئذ أكثر من الأنصار " (1).
ونقول:
إن كلام العسقلاني أيضا غير صحيح وما قاله لا يثبت: أن من قال: إن القضية كانت بتبوك كان وهما منه. وذلك لما يلي:
1 - إن البخاري ذكر أن المسلمين كثروا ولم يقل: إن خصوص المهاجرين كثروا. ومن الواضح: أن وفود القبائل ليعلنوا إسلامهم قد كان في السنة التاسعة فما بعدها.
قد رووا عن النبي (ص): أنه قال: لا هجرة بعد الفتح (2) فلا معنى لقول العسقلاني: إن المهاجرين بعد الفتح قد كثروا حتى كانوا أكثر من الأنصار. إلا أن يكون المقصود: إن القريشيين كثروا، وزاد عددهم بعد الفتح. لكن كثرتهم هذه ليست بهذا القدر الذي يصوره لنا العسقلاني أي إلى حد زاد عددهم على عدد الأنصار.