بمقدورنا تحديد حقيقة تلك لقوى ولا تحديد نوع تلك النواميس، كما أننا لا نستطيع تحديد أبعاد، ومدى، وكيفية ذلك التأثير الذي يربط بين عالم الرؤيا، وعالم الواقع الخارجي الكوني وقواه ونواميسه.
والذي يزيد في حيرتنا هو ما نجده من تأثير حقيقي لتعبير الرؤيا في الواقع الخارجي، وتوجيهه باتجاه معين، لينتج واقعا محسوسا يختلف عن واقع محسوس آخر وأثر تعبير الرؤيا في إبعاد ذاك، ثم في حلول هذا مكانه.
فما هو نوع هذا التأثير، ومداه؟! وما هو مقتضياته؟! وكيف تم ذلك؟ ولماذا؟! كل ذلك وسواه لا يزال مجهولا لدينا، وربما يبقى كذلك مجهولا، والمشيئة في ذلك كله إلى الله سبحانه.
3 - وواضح أن رؤيا هذه المرأة القريظية، قد جاءت لتقدم إنذارا لأولئك الذين اعتادوا على نقض العهود والمواثيق، ولتريهم مصيرهم الذي ينتظرهم. وهي من الرؤى الصادقة، تماما كرؤيا عاتكة التي حصلت لها. قبل حرب بدر، فإنها هي الأخرى قد جاءت إنذارا لأهل مكة المشركين، وإقامة للحجة عليهم. بطريقة تلامس الوجدان الانساني. وتثير ضميره، وتهزه روحيا من الأعماق.
تزوير التاريخ:
يقول بعض المستشرقين عن قبيلة قريظة: " ظلت هذه القبيلة على الحياد فيما يتعلق بالعمل العسكري، ولكنها قامت بمفاوضات مع أعداء محمد، ولو أنها وثقت من قريش وحلفائهم من البدو لانقلبت على محمد.
وقد هاجم محمد قريظة، بعد أن تخلص من أعدائه، ليظهر أن