إن الشبهة تحوم حول محمد بن مسلمة، الذي كانت له علاقات من نوع ما مع اليهود، وقد روي أن عليا عليه السلام قال لعمار بن ياسر: " ذنبي إلى محمد بن مسلمة: أني قتلت أخاه يوم خيبر، مرحب اليهود " (1). ولعله كان أخا له من الرضاعة، أو هو أخ له في الدين.
فيظن أنه هو الذي أفسح له المجال للهرب، وفق تفاهم بينهما، لا مجال للتكهن بتفاصيله وأسبابه.
كما أننا نرتاب في ما ينسب إلى النبي من قول في هذا المجال، ولعل الأقرب هو ما ذكره البعض من أنه (ص) قال: " أفلت بما علم الله في نفسه " (2) والله هو العالم بحقيقة الحال.
لا يقرون للعرب بأي امتياز:
والشئ الذي رأيناه يتكرر من اليهود هو هذه المشاعر العنصرية التي ألحقت الأذى بهم باستمرار، وأهلكتهم أو كادت. وقد عمل اليهود أنفسهم على تركيز هذا الاحساس القوي بالعنصر، حتى كأنهم فوق جميع البشر، وذلك من خلال ما انتهجوه من أساليب خادعة وما كرة لفرض هيمنتهم الثقافية على العرب، بعد أن فشلوا فشلا ذريعا في صراعهم العسكري معهم.
وهذا في الحقيقة أمر امتحنهم الله فيه، أظهر من خلاله ما يخفونه من روح حاقدة ومتكبرة، ومتغطرسة وشريرة، ولا يحيق المكر السئ