جهة جبرئيل، فبادر إلى ما يدفع غائلة الفضيحة، فربط نفسه إلى أسطوانة في المسجد.
وربما، وربما..
على أننا نريد أن نذكر القارى هنا بقول بعضهم: " ليس جريمة أن يخطئ المرء، ولكن الجريمة أن يتفيأ ظلال خطئه ". إلى أن قال: " لأن هذا التمادي هو جريمة نفسية قبل أن تكون مادية، ولذلك تاب أبو لبابة إلخ... " (1).
ولكن الظاهر هو أن أبا لبابة قد تفيأ ظلال خطئه، وارتكب هذه الجريمة النفسية، حتى خاف الفضيحة، فأظهر التوبة، وربما يكون إظهاره لها بعد نزول قوله تعالى: " ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر)، فيرتكبون جريمة الخيانة مرة بعد أخرى، مع اليهود تارة، ومع المنافقين المتآمرين تارة. ولا ندري إذا كان ثمة خيانات أخرى لم يستطع التاريخ أن يفصح لنا عنها لسبب أو لآخر..
من سب فاطمة فقد كفر:
قال السهيلي: " روي حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن علي بن الحسين: " إن فاطمة أرادت حله حين نزلت توبته، فقال: قد أقسمت ألا يحلني إلا رسول الله (ص).
فقال رسول الله (ص): " إن فاطمة مضغة (بضعة) منى.
فصلى الله عليه وعلى فاطمة، فهذا حديث يدل على أن من سبها فقد كفر. وأن من صلى عليها فقد صلى على أبيها (ص) " (2).