وعفو وكرم من قبل رسول الله (ص). ثم ما ظهر من خسة وانحطاط خلقي. ومن صلف وقلة مبالات بالقيم بإصرار هذا اليهودي على موقفه الخياني الأثيم. وانسياقه وراء تسويلات شيطانية رخيصة. ويا ليته أشار أيضا إلى بكاء اليهود بين يدي أبي لبابة ضعفا وخورا وجبنا..
إسلام رفاعة بن سموأل:
ونظر رسول الله (ص) إلى سلمى بنت قيس - وكانت إحدي خالاته - وكان رفاعة بن سموأل له انقطاع إليها وإلى أخيها سليط، وأهل الدار - وكان حين حبس أرسل إليها يطلب منها أن تكلم النبي (ص) في تركه، لأنها إحدى أمهاته.
فقال (ص): مالك يا أم المنذر.
فطلبت منه أن يهب لها رفاعة، وقد رآه (ص) يلوذ بها، فوهبه (ص) لها.
ثم قالت: يا رسول الله، إنه سيصلي، ويأكل لحم الجمل.
فتبسم (ص)، ثم قال: إن يصل فهو خير له، وإن يثبت على دينه فهو شر له.
قالت: فأسلم، فكان يقال له: مولى أم المنذر، فشق ذلك عليه، واجتنب الدار، فأرسلت إليه: إنه والله ما أنا لك بمولاة، ولكنني كلمت رسول الله (ص) فوهبك لي، فحقنت دمك، وأنت على نسبك.
فكان بعد يغشاها، وعاد إلى الدار (1).