وصايا الرسول (ص) بالأسرى:
وحين جئ بنباش بن قيس ليقتل، جابذ الذي جاء به حتى قاتله، فدق الذي جاء به أنفه فأرعفه. فسأل النبي (ص) الذي جاء به عن السبب، فذكره له: فقال نباش: كذب - والتوراة - يا أبا القاسم، ولو خلاني ما تأخرت عن موطن قتل فيه قومي حتى أكون كأحدهم.
ثم قال رسول الله (ص): " أحسنوا أسارهم، وقيلهم، واسقوهم حتى يبردوا، فتقتلوا من بقي. لا تجمعوا عليهم حر الشمس، وحر السلاح، وكان يوما صائفا.
فقيلوهم، وسقوهم، وأطعموهم، فلما ابردوا راح رسول الله (ص) يقتل من بقي " (1).
ونقول:
قد تقدم في الفصل السابق، بعض وصاياه (ص) بأسرى بني قريظة. وإنما أعدنا بعضه هنا لاقتضاء المناسبة له، وهو قصة نباش بن قيس. ونسجل هنا ما يلي:
1 - إننا لا نكاد نصدق قوله: ولو خلاني ما تأخرت عن موطن قتل فيه قومي إلخ... حيث إننا نلحظ مزيدا من الاهتمام بإضفاء صفة الشجاعة والبطولة والعنفوان لدي هؤلاء الخونة. كما سنرى.
2 - إننا قد أشرنا إلى وجود بعض الريب في أن تكون غزوة بني قريظة قد حصلت في الصيف، فراجع ما ذكرناه في غزوة الخندق في الجزء التاسع من هذا الكتاب.