ملاحظة: إن سيادة سعد هذه لا تشمل أولئك الذين أخبر الله ورسوله عن مقامهم وسيادتهم ووجوب طاعتهم على الناس كلهم، مثل علي (ع). فإن خروجهم عن دائرة رسول الله (ص) مفروغ عنه ومعروف للناس الذي حضروا وسمعوا.
محاولة تملص وتخلص فاشلة:
وقد حاول البعض أن يجد في نفس الكلام قرينة أو دلالة يقوي بها رأي المهاجرين، فقال: " قوموا: الخطاب للأنصار، وقيل:
للحاظرين منهم ومن المهاجرين إلى سيدكم: هذا يقوي القول الأول، لأنه كان سيد الأنصار " (1).
ولكنها محاولة فاشلة، فإنها لو صحت، فإن المناسب حينئذ أن يكون الخطاب لخصوص الأوس، لأنه سيدهم دون الخزرج أيضا.
وقد قلنا: إن نفس الاختلاف في المراد يشير إلى أنه حين تكلم (ص) بهذه الكلمة لم يكن يمكن استفادة التخصيص من أية إشارة أو لفتة منه. ولو كان ثمة اختلاف في الفهم في تلك اللحظة لا ستفهموا منه (ص). ولو أن أحدا تخلف عن القيام، وسكت النبي (ص) عنه لأحتج المتخلف بسكونه (ص) عنه.
القيام للإعانة:
ومن الغريب حقا: أن نجد البعض يحاول أن يقف إلى جانب مهاجري قريش، ويقوي من حجتهم بطريقة تبدو وكأنها علمية منصفة.
مع أنها أبعد ما تكون عن الإنصاف.
يقول: " هذا القيام ليس للتعظيم، لما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: لا تقوموا كما تقوم الأعاجم، يعظم بعضهم بعضا، بل كان على سبيل الإعانة على النزول لكونه وجعا. ولو كان المراد منه القيام