أبي: ليخرجن الأعز منها الأذل أخذ سيفه، ثم خرج عامدا ليضربه، فذكر هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا، لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) فرجع إلى النبي (ص)، فأخبره إلخ... (1).
ونقول: أولا: إنه إذا كانت قضية ابن أبي هذه قد حصلت في غزوة المريسيع، فإن ثمة ما يدل على أن آية لا تقدموا بين يدي الله ورسوله قد نزلت بعد ذلك. فقد روى عن الحسن: أنها نزلت في ناس ذبحوا قبل رسول الله (ص) يوم النحر، فأمرهم أن يعيدوا ذبحا، فأنزل الله هذه الآية (2). وعن الحسن أيضا قال: ذبح رجل قبل الصلاة، فنزلت (3).
إلا أن يقال: إن المراد ليس الذبح في الحج بل الذبح يوم النحر في المدينة. ولكنه احتمال بعيد.
ثانيا إننا لم نعهد من عمر بن الخطاب شجاعة إلى هذا الحد. لا سيما بالنسبة لابن أبي الذي لا يجهل أحد موقعه في قومه.
إلا أن يقال: إن عمر بن الخطاب حين شعر أنه محمي من قبل النبي (ص) والمسلمين، فإنه يقدم على أمر كهذا، لا سيما إذا كان لا يواجه عددا مسلحا، وإنما هو يتولى قتل رجل أعزل يقتله وهو مطمئن إلي أنه غير قادر على أن يحرك ساكنا ضده.
يا أبا حباب:
قد ذكرت الروايات المتقدمة: أنهم قالوا لابن أبي: يا أبا حباب،