فهي تقول: إن أم سعد كانت تبكي وتقول:
ويل أم سعد سعدا * حزامة وجدا فقيل لها: أتقولين الشعر على سعد؟!
فقال رسول الله (ص): دعوها فغيرها من الشعراء أكذب.
ونتوقف هنا أمام أمرين:
أولهما: موقف عمر من رثاء أم سعد لابنها العظيم.
فإن كان مراده النهي عن البكاء الذي تكرر منه أكثر من مرة، رغم أنه هو نفسه يبكي ويأمر بالبكاء على بعض الناس، ورغم نهي النبي (ص) المتكرر له عن التعرض لمن يبكون موتاهم (1).
إذا كان مراده ذلك فإننا لا نستطيع قبوله منه هنا لأنه هو نفسه يبكي على سعد حسبما تقدم عن عائشة.
وإن كان مراده: أن لا تذكر أم سعد فضائل سعد، وخصائصه الكريمة، ولا تذكر الناس بها.
فذلك يعني: أنه كان ينفس على سعد خصائصه، ومزاياه تلك.
وكان لا يحب أن يكون لأنصاري مقام رفيع كهذا، حتى بعد موته، وحتى لو كان شهيدا، وفي سبيل الله؟!
وهذا الموقف أيضا غير مقبول منه، لأن ذلك يخالف روح الإسلام، ويتنافى مع صريح نصوصه.
ثانيهما: إن الرواية الأخيرة، قد نسبت الكذب إلى أم سعد في