إلا بأهله (1).
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين (2).
مفاوضة نباش بن قيس مع النبي (ص):
وحين أيقن بنو قريظة بالهلاك، بسبب رمي المسلمين لهم أنزلوا نباش بن قيس، فكلم رسول الله (ص) ساعة، وقال: يا محمد ننزل على ما نزلت عليه بنو النضير، لك الأموال، والحلقة، وتحقن دماءنا، ونخرج من بلادكم بالنساء والذراري، ولنا ما حملت الإبل إلا الحلقة.
فأبي رسول (ص).
فقالوا: فتحقن دماءنا، وتسلم لنا النساء والذرية، ولا حاجة لنا فيما حملت الإبل.
فقال رسول الله (ص): لا. إلا أن تنزلوا على حكمي.
فرجع نباش إلى أصحابه بمقالة رسول الله (ص). فقال كعب بن أسد: يا معشر بني قريظة: والله، إنكم لتعلمون: أن محمدا نبي الله.
وما منعنا من الدخول معه إلا الحسد للعرب، حيث لم يكن نبيا من بني إسرائيل، فهو حيث جعله الله ولقد كنت كارها لنقض العهد والعقد.
ولكن البلاء، وشؤم هذا الجالس (يعني حيي بن أخطب) علينا وعلى قومه. وقومه كانوا أسوأ منا. لا يستبقي محمد رجلا واحدا إلا من تبعه.
أتذكرون ما قال لكم ابن حواس، حين قدم عليكم، فقال: تركت الخمر والخمير والتأمير، وجئت إلى السقاء والتمر والشعير؟!