وربما في قريظة أيضا، مع عدم ظهور أي تميز له في حرب بدر، بل لعل الذين كانوا إذا حمي الوطيس يلوذون برسول الله (ص) في بدر - كما قال علي عليه السلام - هم هذا الرجل وأمثاله.
وعدا عن ذلك كله، فإنه لم يظهر منه ولم يؤثر عنه إلى حين موت رسول الله (ص) أية مواقف حربية شجاعة، بل عرف عنه الفرار في كل مواطن الشدة والحرج في الحروب كلها. وليس ما جرى في خيبر وحنين عن أسماعنا ببعيد.
وكلمة أخيرة نقولها هنا وهي: أنه إذا كان المقصود من جعله على المقدمة هو جعله أميرا على الجيش كله، فذلك مما لا ريب في كونه كذبا، بعد أن قدمنا ما يدل بصورة قاطعة على أن عليا أمير المؤمنين كان صاحب لواء وراية رسول الله (ص) في المواطن كلها، باستثناء غزوة تبوك، فراجع أوائل غزوة أحد، من هذا الكتاب.
5 - راية المهاجرين كانت مع من؟!
وقد تقدم أيضا: أن راية المهاجرين كانت مع أبي بكر، ونحن نشك في ذلك. لما يلي:
1 - قال خواند أمير: إنه (ص) أعطى راية المهاجرين لعلي (ع)، وراية الأنصار لسعد بن عبادة، وعمر على المقدمة، وعلى الميمنة زيد بن حارثة، وعلى الميسرة عكاشة بن محصن (1).
لكن قد تقدم: أن البعض يقول: إنه (ص) استخلف زيد بن حارثة على المدينة في هذه الغزوة (2).