أولا: إن الروايات تقول: إنه (ص) قدم عليا إلى بني قريظة، وليس ابن حضير، وقول الحلبي: " تقدم أسيد إلى بني قريظة يجوز أن يكون قبل مقدم علي لهم، ويجوز أن يكون بعده " (1).
ليس له ما يبرره، إذا أن كلامه هذا لا يحل مشكلة التنافي بين تقديم علي (ع) وتقديم أسيد، إذ أن الثابت هو تقديم علي دون غيره.
ويمكن المناقشة فيما ذكرناه بأنه النص المذكور لم يصرح بأن النبي (ص) هو الذي قدم أسيد بن حضير، فقد يكون أسيد قد ذهب إليهم من تلقاء نفسه وبصفته الشخصية، لا أنه كان على رأس الجيش.
فإن النص يقول: " تقدمه أسيد بن حضير ". ولكن ذلك غير مقبول، فإن تحرك أسيد أو غيره من تلقاء نفسه، ومن دون إذن أو تقديم منه (ص) بعيد وغير سديد.
ثانيا: يلاحظ: أن ابن حضير قد نسب الحلف الذي نفاه إلى نفسه لا إلى قومه حيث قال: " لا عهد بيني وبينكم، ولا إل "!!
إلا أن يقال: إن نقض أحد زعماء القبيلة لحلف وكذلك عقده له هو عند العرب ملزم لقبيلته كلها.
ثالثا: إن بني قريظة إنما خافوا وخاروا حينما نادى علي عليه السلام: " يا كتيبة الإيمان إلخ... "، فحينئذ أرسلوا إلى حلفائهم الأوس أن يأخذوا لهم مثلما أخذت الخزرج لبني قينقاع، وسيأتي ذلك تحت عنوان: الفتح على يد علي عليه السلام.
القتال ثم الحصار:
" ثم قدم رسول الله (ص) الرماة من أصحابه وأمرهم بأن يرموهم، ويراميهم اليهود واستمر الرمي إلى أن ذهبت ساعة من الليل، ورسول