فإن الفوات قد تحقق بعد غروب الشمس، فما معنى نية الأداء لصلاة العصر في خارج وقتها؟!
ورابعا: إن إثبات الاجتهاد لجميع أولئك الناس، الذين كان فيهم العالم والجاهل والكبير والصغير، ولو في أوائل بلوغه. والعالم والفلاح وإلخ... دونه خرط القتاد.
وخامسا: إن المسافة بين المدينة وبين بني قريظة قريبة جدا، لا تحتاج إلى أكثر من ساعة أو ساعتين على أبعد تقدير لقطعها، والمفروض أن أمر النبي (ص) للمسلمين بالمسير قد كان قبل صلاة العصر، بل وربما قبل الظهر، فتأخر البعض في الوصول إلى بني قريظة إلى ما بعد العشاء الآخرة ليس له ما يبرره إلا تباطؤ هذا البعض في تنفيذ أمر النبي صلى الله عليه وآله.
ويؤكد هذا أن قسما من الناس قد صلوا العصر في بني قريظة.
ولم يقع منهم أي تأخير. وعدم صلاة ذلك الفريق الآخر حتى لو سلمنا أنهم قد فهموا الحكم الشرعي بصورة خاطئة، أو أنهم لم يفهموا حقيقة مغزي كلامه (ص) نعم إن عدم صلاتهم لا مبرر له إلا التباطؤ وعدم الاهتمام بتنفيذ مراداته (ص) وتحقيق مقاصده..
أمران يحسن إيضاحهما:
إحدهما: إننا نرجح رواية: لا تصلوا الظهر إلا في بني قريظة، على رواية العصر. وذلك لعدة أسباب..
الثاني: بيان المسافة بين المدينة وقريظة، وأنها لا تستغرق أكثر من ساعتين على أبعد تقدير، وقد تباطأوا أو تواطأوا على التسويف في تنفيذ أمر النبي (ص).