في معالجة الموقف، حيث إنه (ص) قد أحرجهم، وتخلص من إلحاحهم، وأبعد شبح الخلاف والاختلاف، وأفقدهم إمكانية التأثير على السذج والبسطاء حين جعل الحكم إلى رجل أوسي، وبالذات إلى سعد بن معاذ، الرجل الحكيم والفذ، والسيد المطاع فيهم.
وقد أكد (ص) على سيادة سعد، وعلى موقعه ومكانته حين قال لهم: قوموا إلى سيدكم.
هل كذبوا؟ أم فهموا خطأ؟!
ويلفت نظرنا هنا قولهم لسعد: إن رسول الله قد ولاك أمر مواليك لتحسن فيهم.. مع أن النبي لم يوله أمرهم لذلك، وإنما ليحكم فيهم بالحق.
قومهم وعشيرتهم:
ويستوقفنا أيضا قول حاطب بن أمية، حين أحسن من سعد: أنه ينوي أن يحكم فيهم بحكم الله: ذهب قومي اخر الدهر.
وصاح الضحاك: وا قوماه.
فهم إذن يعتبرون هؤلاء اليهود قومهم وعشيرتهم.
ولعل ابن معاذ قد قصد هؤلاء بالذات، حين قال عن الكارهين قتل بني قريظة: ما كرهه من الأوس من فيه خير.
لو كان الكلام أكثر دقة:
ويقول البعض: " لما رأي بنو قريظة جيش المسلمين خارت قواهم