عن مجموعة من الناس خلطوا عملا صالحا، وآخر سيئا، وليس عن رجل واحد.
ولو سلمنا، أنا أريد الفرد في سياق الحديث عن جماعة، فإننا نقول: إن هذه الآية لا تدل على أن الله سبحانه قد قبل توبة أبي لبابة.
بل أبقت الأمر مؤرجحا بين الخوف والرجاء. وتحدثت عن إمكانية توبة الله عليهم في المستقل.
وأجاب الحلبي بأن " الترجي في حقه تعالى أمر محقق " (1).
ونقول: إنه محقق في صورة تحقق التوبة، وهذا الترجي يشير إلى أن توبة أبي لبابة كانت ظاهرية لا واقع وراءها. ومن جهة أخرى، فإن أبا لبابة لم يخلط بين العمل الصالح والآخر السئ، بل ما صدر منه هو محض العمل السئ، المتمثل بالخيانة، ثم أتبعه بالتظاهر بالتوبة.
4 - روي عن ابن عباس من وجوه: أن آية سورة التوبة قد نزلت في أبي لبابة، ونفر معه سبعة، أو ثمانية، أو سبعة سواه، تخلفوا عن غزوة تبوك، ثم ندموا فتابوا، وربطوا أنفسهم بالسواري. إلخ (2).
5 - روي عن ابن عباس، وابن المسيب: أن آية سورة الأنفال:
(يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا إلخ...) قد نزلت في أبي لبابة حين تخلف عن غزوك تبوك (3).
6 - إن آية سورة المائدة تثبت الكفر والنفاق لأبي لبابة. مع أن