قبول النبي (ص) بتحكيم سعد بن معاذ:
وأما فيما يرتبط بقبول النبي (ص) بتحكيم سعد بن معاذ فقد تجلت فيه مرونة وانعطاف جدير بأن يبطل كل المبررات التي قد يستفيد منها أولئك الأوسيون المتعاطفون مع حلفائهم، لإثارة أجواء مسمومة حول صوابية القرار النبوي في حق بني قريظة، أو تصويره على أنه قاس، أو مجحف، أو ما إلى ذلك - ثم هو يسقط الذرائع التي كانوا يتذرعون بها لممارسة ضغوط على النبي (ص) لمنعه من تنفيذ حكم الله فيهم.
ثم هو قد ألجم بني قريظة أنفسهم، ووضع حدا لمحاولاتهم تأليب الرأي العام ضد القرار النبوي، والاستفادة من سذاجة بعض المسلمين، ومن سوء سريرة البعض الآخر منهم، خصوصا أولئك الذين اتهمهم ابن معاذ بعدم الإخلاص في نواياهم، وحتى في دينهم.