لانهم العدو القريب، الذي يتربص الدوائر بالاسلام وبالمسلمين وحربهم امتداد لحرب الأحزاب.. وأحد فصولها، التي لا بد من إنجازها.
ويبقي أن نشير إلى أن لا مجال لاحتمال أن يكون النبي (ص) حين رأى سرعة أصحابه للعودة إلى المدينة، قد فكر في أن يعطيهم فرصة للراحة فإنه لا مبرر لاحتمال كهذا وفق أي تقييم لما حدث ويحدث، فهذا الأمر الإلهي قد جاء ليظهر أن الله سبحانه يأبي أن يمهل الغدرة الفجرة، فربما يجدون أكثر من وسيلة للتملص والتخلص أو حتى لفرار البعض منهم.. من مواجهة الجزاء العادل لما اقترفته أيديهم.
وقد كان حيي بن أخطب وكعب بن أسد يتوقعون هذه الحرب فقد أخذوا العهد على حيي أن يدخل معهم في حصنهم ويصيبه ما أصابهم.
متى كانت غزوة بني قريظة:
قد تقدم في أوائل الجزء التاسع من هذا الكتاب حديث عن تاريخ غزوة قريظة والخندق. وقد رجحنا أنهما كانتا في السنة الرابعة للهجرة بل قال ابن حزم: " فكان فتح بني قريظة في آخر ذي القعدة متصلا بأول ذي الحجة في السنة الرابعة من الهجرة " (1). ونحن نكتفي بما ذكرناه في ذلك الموضع فليراجعه من أراد.
من هم بنو قريظة:
قريظة: " فخذ من جذام إخوة النضير. ويقال: إن تهودهم كان في