الكتب، التي تهتم بمنقولات عائشة، وابن أختها عروة بن الزبير، وأضرابهما.
فيخيل - بعد هذا - للناظر في كتب التاريخ: أن القضية من المسلمات التاريخية، وأن ما عداها شاذ، لا يلتفت إليه.
وهذا الامر ينسحب على كثير من القضايا التي حفلت بها كتب التاريخ، وتناقلته على أوسع نطاق. فإذا راجعت وقارنت، وتتبعت المصادر، فستجد أنها تنتهي إلى مصدر واحد تقريبا في أكثر الأحيان.
وثالثا: قد ذكرت عائشة: أنها رأت جبرئيل من خلل الباب قد عصب رأسه العنان، وسيأتي: أن كثيرين من الصحابة قد رأوه، وأن النبي (ص) قد أخبرهم أنه جبرئيل.
ولكن قد روي في المقابل: أن الذي يرى جبرئيل (ع) يبتلي بالعمى فما رآه أحد إلا طمست عيناه.
فلماذا لم تبتل عائشة، ولا أحد من الصحابة بالعمى بسبب رؤيتهم جبرئيل؟!
وستأتي الأحاديث الدالة على ذلك بعد الفقرة التالية.
المسلمون يرون جبرئيل؟!
ويقول المؤرخون: إن رسول الله (ص) خرج إلى بني قريضة فلما بلغ الصورين (1) (هو موضع قرب المدينة) قال: هل مر بكم أحد.
قالوا: نعم، مر بنا دحية الكلبي على بغلة بيضاء.