الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٨ - الصفحة ٤٣
فخلاهم ثم قال اظعنوا * دحور على رغم الآنف وأجلى النضير إلى غربة إلخ.. (1) فإن هذه الإبيات إنما تقرر القصة المذكورة فيما تقدم..
و: ويؤيد ذلك أيضا: أن البعض يقول: إن آية: فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا (2)، يقال: نزلت في كعب بن الأشرف (3). وكذا قوله:
وقذف في قلوبهم الرعب، قيل: بقتل سيدهم كعب بن الأشرف (4).
ومعنى ذلك: أن قتل كعب كان سبيا في هزيمتهم، وأن قتله قد كان بعد غدرهم، وإعلانهم للحرب على رسول الله " صلى الله عليه وآله " كما يفهم من الآيات الشريفة.
ز: وأخيرا، فإن بعض النصوص تقول: - وذاك أمر غريب حقا - إن كعب بن الأشرف قد اعتزل قتال بني النضير، وزعم: أنه لم يظاهر على المسلمين، فتركه النبي " صلى الله عليه وآله " ثم انبعث يهجوه والمؤمنين، ثم سار إلى قريش يستدعيهم على رسول الله " صلى الله عليه وآله "

(١) السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٢٠٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٥٢ - ١٥٣ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٧٩.
(٢) الحشر الآية: ٢.
(٣) الروض الأنف ج ٣ ص ٢٥١ وراجع: مجمع البيان ج ٩ ص ١٥٨ والبحار ج ٢٠ ص ١٦٠ عنه وراجع غرائب القرآن بهامش جامع البيان ج ٢٨ ص ٣٤ ومدارك التنزيل المطبوع بهامش لباب التأويل ج ٤ ص ٢٤٥ والجامع لأحكام القرآن ج ١٨ ص ٣ عن أبي صالح، والسدي، وابن جريح والتفسير الكبير ج ٢٩ ص ٢٧٩ وراجع: الكشاف ج ٤ ص ٤٩٩ وجوامع الجامع ص ٤٨٤ وفتح القدير ج ٥ ص ١٩٥.
(٤) فتح القدير ج ٥ ص ١٩٦.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست