هو نفس رسول الله " صلى الله عليه وآله " وذلك بغيا منه وتعديا في أمر لا حق له به.. نعوذ بالله من الخطأ والخطل، في القول العمل..
الثالث: إن البعض يقول: إنه " صلى الله عليه وآله " قد ذهب إلى بني النضير، ليسألهم كيف الدية عندهم، وذلك للعهد الذي كان بينهم وبين بني عامر (1)..
ولا ندري لماذا لم يكتف بارسال بعض أصحابه إليهم ليسألوهم عن ذلك، وهل كان ثمة اتفاق خاص في مقدار الدية فيما بين بني النضير وبني عامر، يختلف عن مقدارها لدى سائر الناس الذين يعيشون في تلك المنطقة؟!
وإذا كان كذلك، فكيف يريد هو أن يدفع خصوص هذا المقدار الذي اتفق عليه هؤلاء، ولماذا لا يدفع المقدار المتعارف عليه فيما بين سائر الناس؟!..
وإذا كان يريد أن يدفع المقدار المتعارف عليه بين عامة الناس، فهل كان " صلى الله عليه وآله " يجهل هذا المقدار؟!.
وإذا كان - والعياذ بالله - يجهل به، فهل لم يكن أحد من أصحابه، من سائر أهل المدينة، وسائر القبائل والأقوام الذين يعيشون فيها وحولها، يعلم بمقدار الدية؟! حتى يحتاج إلى المسير مع جماعة من أصحابه إلى خصوص بني النضير؟!..
أم أن المقصود هو إظهار: ان النبي " صلى الله عليه وآله " لم يكن يعرف أحكام الشريعة السابقة - شريعة اليهود خاصه - دون غيرهم من سائر أهل الملل. فلابد أن يتفضل عليه اليهود، ويعلموه مما عندهم، ويصبح مدينا لهم، هو وشريعته، وكل اتباعه من بعده.