النضير بعد سرية بئر معونة، وذلك إستنادا إلى دليل لا يصح، وقد ذكرناه مع جوابه في سرية بئر معونة في الجزء السابق من هذا الكتاب، فليراجع هناك.
3 - إنه لا شك في كون غزوة بني النضير قد كانت قبل حرب الخندق بثمانية أشهر في أقل الأقوال.
وقد قوينا: أن تكون الخندق قد حصلت في السنة الرابعة من الهجرة وليس في السنة الخامسة منها (1). فتكون غزوة بني النضير قبلها..
بل إن ابن إسحاق، الذي ذكر: أن إجلاء بني النضير قد كان بعد أحد أي في السنة الرابعة.. قد ذكر: ان فتح قريضة كان مرجعه " صلى الله عليه وآله " من الأحزاب (أي الخندق)، وبينها سنتان (2).
فإذا كان بينهما سنتان (وإذا كانت قريظة التي هي بعد الخندق مباشرة) في السنة الرابعة فلا شك في كون غزوة بني النضير قد حصلت في السنة الثانية، بعد بدر مباشرة، لا بعد غزوة أحد.
4 - إن بعض النصوص تذكر: أن سبب غزوة بني النضير هو: أن كفار قريش كتبوا - بعد بدر - إلى اليهود يهددونهم، ويأمرونهم بقتال رسول الله " صلى الله عليه وآله ": فأجمع حينئذ بنو النضير على الغدر، وأرسلوا إلى النبي " صلى الله عليه وآله ": أن اخرج إلينا في ثلاثين من أصحابك.
ثم تذكر الرواية كيف: أن النبي " صلى الله عليه وآله " غدا عليهم