ولكن ما ذكروه في سبب ذلك، من أنه قد فعل امتثالا لأمر رسول الله " صلى الله عليه وآله " وتدينا منه، والتزاما بالحكم الشرعي، لا يمكن المساعدة عليه، ولا الالتزام به، حيث اننا نشك في ذلك، وذلك لما يلي:
أ: لماذا لم يفعل ذلك أبو بكر، فهل لم يبلغه ذلك؟!
والذين أبلغوا عمر بن الخطاب لماذا لم يبلغوا سلفه أبا بكر؟!
ب: قولهم: إن عمر لم يكن يعلم بلزوم إجلاء اليهود، حتى بلغه الثبت عن رسول الله ينافيه ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله قال:
أخبرني عن عمر بن الخطاب: أنه سمع رسول الله " صلى الله عليه وآله " يقول: لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب، حتى لا أدع إلا مسلما (1).
فلماذا توقف عن إخراجهم، حتى بلغه الثبت عن رسول الله؟ ألم يكن هو قد سمع ذلك من النبي " صلى الله عليه وآله " مباشرة، فلماذا لم ينفذ ما سمعه؟!.
ولماذا أيضا لم يخبر عمر نفسه رفيقه وصديقه الحميم أبا بكر بهذا القول منه " صلى الله عليه وآله "؟! إلا أن يقال: إن هذا لا يدل على أنه (ص) قد أمر الخليفة بعده بذلك.
ج: إن ثمة حديثا يفيد: أن سبب إخراج عمر ليهود خيبر هو أنهم اعتدوا على ولده، فقد روى البخاري وغيره: