و: إنه قد أخرج نصارى نجران، وأنزلهم ناحية الكوفة (1).
ز:
قد ذكر بعض الروايات أن السبب في أجلائهم هو استغناء المسلمين عنهم، وليس هو وصية النبي " صلى الله عليه آله " باخراجهم.
يقول ابن سعد وغيره: إنه لما صارت خيبر في أيدي المسلمين، لم يكن لهم من العمال ما يكفون عمل الأرض، فدفعها النبي " صلى الله عليه وآله " إلى اليهود، يعملونها على نصف ما يخرج منها.
فلم يزالوا على ذلك حتى كان عمر بن الخطاب، وكثر في أيدي المسلمين العمال، وقوا على عمل الأرض، فأجلى عمر اليهود إلى الشام، وقسم الأموال بين المسلمين إلى اليوم (2) وقريب من ذلك ذكره ابن سلام أيضا، فراجع (3).
وبعد أن ذكر العسقلاني هذه الرواية، وذكر رواية عدم اجتماع دينين في جزيرة العرب، ثم رواية البخاري عن فدع اليهود لعبد الله بن عمر، قال:
".. ويحتمل أن يكون كل هذه الأشياء جزء علة في إخراجهم " (4).
ولكنه احتمال غير وارد، فان ظاهر الروايات: أن السبب في إخراجهم هو خصوص ما تذكره دون غيره، ولا سيما حين يكون الحديث، والتعليل في مقام الاحتجاج والاستدلال ودفع الشبهة، من نفس ذلك الرجل الذي تصدى لذلك.