وعبارة دحلان هذه ظاهرة في أن المقصود بخيانتهم وغدرهم هو نفس ما صدر منهم في حق بعض المسلمين، وهو ابن عمر بالذات. ولا ندري لماذا لم يصرح باسمه ونسبة هنا (!!).
ه: ومما يدل على أن إجلاءهم كان رأيا من الخليفة الثاني، ما رواه أبو داود وغيره، عن ابن عمر، عن عمر، أنه قال:
أيها الناس، إن رسول الله (ص) كان عامل يهود خيبر على انا نخرجهم إذا شئنا، فمن كان له مال فليلحق به، فاني مخرج يهود.
فأخرجهم (1).
ومعنى ذلك: هو أنه لم يكن يرى اخراجهم واجبا شرعيا، كما أنه قد احتج لما يفعله بشرط النبي " صلى الله عليه وآله " ابقاءهم بالمشيئة - إذا شئنا - ولا يحتج لذلك بما ثبت له عنه " صلى الله عليه وآله وسلم "، من عدم بقاء دينين في ارض العرب.
مع أنه لو كان هذا هو السبب والداعي، لكان الاحتجاج به أولى وأنسب.
ومما يؤيد ذلك ويعضده: أن اليهود حين اعترضوا عليه بقولهم: لم يصالحنا النبي " صلى الله عليه وآله " على كذا وكذا؟!
قال: بلى على أن نقركم ما بدا لله ولرسوله، فهذا حين بدا لي إخراجكم.
فأخرجهم (2).