من الله ان يديم هذا الصنيع. وظاهره: ان ذلك الدعاء يصدر من رجل محب وموال وموافق على هذا الحريق..
كما أن من البعيد أن يكون قد وصل خبر حرق النخل إلى مكة، ثم وصل شعر حسان إليهم، وأجابوا عليه بالطلب من الله إدامة هذا الامر من أجل أن تحترق أراضي الأنصار. فان أمر بني النضير قد فرغ منه خلال أيام.
ومن جهة أخرى فإن البيت الأول يناسبه كلمة وعز: لأن سراة بني لؤي - وهم مشركوا مكة - يعز عليهم حدوث هذا الحريق في بني النضير، ولا يهون عليهم.. إلا إذا كان يقصد بسراة بني لوي النبي " صلى الله عليه وآله " ومن معه.
أو كان يقصد: أن هذا الحريق لا تهتم له قريش ولا يضرها بشئ، فأجابه حسان بأن ذلك سوف يضيرهم قطعا، ولن تتضرر أرض الأنصار منه.
ومهما يكن من أمر، فإنه لم يتضح لنا وجه تقويته لأن يكون البيت الأول لحسان.. والبيتان الآخران لأبي سفيان بن الحارث..
ولعل كلام ابن سيد الناس أولى بالقبول، وأقرب إلى اعتبارات العقول..
وأخبرا.. فقد قال فقد قال العيني: في ترجيح قول ابن سيد الناس: " يصلح للترجيح قول أبي عمرو الشيباني، لأنه أدرى بذلك من غيره على ما لا يخفى على أحد " (1).
الفصل الرابع: