للحصول على المزيد من المكاسب، ويضاعف من تصلبهم وشدتهم في مواجهة المد الاسلامي العارم. ولسوف تنتعش الآمال، وتحيا الأماني، باضعاف هذا المد تدريجا، ثم القضاء عليه قضاء مبرما ونهائيا في الوقت المناسب. وأما بالنسبة إلى أولئك الذين يميلون إلى الدخول في هذا الدين الجديد، فإنهم حين يرون ضعفه، وتراجعه، وقوة خصومه وشوكتهم. لسوف يجدون في أنفسهم المبررات الكافية للتأني والتريث بانتظار المستجدات، وما ستؤول إليه الأمور.
ولربما يتشجع الكثيرون أيضا على نقض تحالفاتهم، التي كانوا قد عقدوها مع المسلمين ما دام أن ذلك لن يستتبع خطرا، ولا يصطدم بصعوبات ذات بال..
كما أن الآخرين الذين يعيشون حالة الترقب سوف لا يجدون في أنفسهم حاجة لعقد تحالفات ومعاهدات مع المسلمين في هذه الظروف المستجدة.
وأخبرا، فإننا نضيف إلى كل ما تقدم: أن من الطبيعي أن يكون خوض معركة كبيرة مع اليهود. وربما مع كثير من حلفائهم، الذين قد يتشجعون لمساعدة اليهود بعد طول المدة، وبعد إحساسهم بقوتهم وصلابتهم في وجه الحصار، وبضعف في موقف المسلمين - سوف يوجب ان تلحق بالمسلمين خسائر كبيرة، مادية وبشرية، لو أمكن توفيرها لما هو أهم لكان أجدر وأولى.
فإذا استطاع النبي " صلى الله عليه وآله " والمسلمون كسر عنجهية وغزو بني النضير قبل أن يستفحل الامر، وافهامهم - ومن هو على مثل رأبهم - مدى التصميم على المواجهة والتحدي، حتى يفقدوا الأمل بجدوى المقاومة، وليفهموا - بصورة عملية - أنهم أذا كانوا يطمعون بالبقاء في أرضهم، فان عليهم ان يقبلوا بها أرضا محروقة، جرداء، ليس فيها اي