هو الذي أمر بقطع نخلهم (1)... فإن معنى ذلك هو ان اعتراض هذا الفريق من المهاجرين قد كان متوجها إلى رسول " صلى الله عليه وآله " بالذات. وان الفريق الآخر منهم إنما كان ينفذ أمر رسول الله " صلى الله عليه وآله ".
ولا نملك هنا إلا التذكير بأنه قد سبق لبعض المهاجرين: ان اعترضوا على رسول الله، حينما أراد قتل اسرى بدر، وأصروا عليه في ترك ذلك، حتى نزل القرآن مصوبا رأيه " صلى الله عليه وآله ".
ولكنهم لم يقنعهم ذلك، رغم أنه " صلى الله عليه وآله " قد أخبرهم: أنه سيقتل بعدتهم فيما بعد، لو تم إطلاق سراحهم.. وهكذا كان.
وقد سجلنا بعض الشكوك والتساؤلات حول موقف بعض المهاجرين في حرب أحد (2) فلا نعيد.
ومهما يكن من أمر، فإننا لا نستطيع أن نفهم موقف هذا الفريق من المهاجرين هنا، وكذلك موقف بعضهم في بدر، وأحد، بصورة ساذجة ولا أن نفسره بطريقة سطحية، ما دام أن الدلائل تشير إلى خلفيات، ودوافع غير معلنة، ولا ظاهرة، يؤثر الوقوف عليها في استجلاء كثير من الحقائق، والوقوف على بواطن وكوامن كثيرة، ولربما على مبهمات خطيرة، تؤثر على فهمنا العام الكثير من المواقف في حياة العديد من الشخصيات التي كان لها دور مرموق في كثير من الأحداث الخطيرة في التأريخ الاسلامي.
وخلاصة الامر: إن البحث الموضوعي يقضي بتقصي النصوص