وما كان ذلك بين لهواته إلا كالرملة في المفازة (1) الفضفاضة! (2).
فقال الله تعالى لهم: يا عبادي احتملوا عرشي هذا، فتعاطوه فلم يطيقوا حمله ولا تحريكه، فخلق الله عز وجل مع كل واحد منهم واحدا فلم يقدروا أن يحركوه (3) فخلق الله مع كل واحد منهم عشرة فلم يقدروا أن يحركوه، (فخلق الله بعدد كل واحد منهم مثل جماعتهم فلم يقدروا أن يحركوه) (4).
فقال الله عز وجل لجميعهم (5): خلوه علي أمسكه بقدرتي، فخلوه فأمسكه الله عز وجل بقدرته، ثم قال لثمانية منهم: احملوه أنتم. فقالوا: يا ربنا لم نطقه نحن وهذا الخلق الكثير والجم الغفير، فكيف نطيقه الآن دونهم؟
فقال الله عز وجل: لأني أنا الله، المقرب للبعيد (والمذلل للعنيد) (6) والمخفف للشديد والمسهل للعسير، أفعل ما أشاء وأحكم ما أريد، أعلمكم كلمات تقولونها يخف بها (7) عليكم. قالوا: وما هي يا ربنا؟
قال: تقولون " بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله الطيبين ".
فقالوها فحملوه، وخف على كواهلهم كشعرة نابتة على كاهل رجل قوي.
ثم قال الله عز وجل لسائر تلك الأملاك: خلوا عن هؤلاء (8) الثمانية عرشي (9) ليحملوه، وطوفوا أنتم حوله وسبحوني ومجدوني وقدسوني، فاني أنا الله القادر