إذا مضى افترق (١) أصحابه، وهذا أمر مستقر كلما أراد أن يذهب واحد بدر آخر.
فقال: افترقوا فان أصحابه قد وعدوني أن لا يقروا له بشئ مما قال! وهو قوله عز وجل " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين) (٢).
٦ - ويؤيده ما رواه علي بن إبراهيم بإسناده عن زيد الشحام قال: دخل قتادة ابن دعامة على أبي جعفر عليه السلام وسأله عن قوله عز وجل (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين) قال: لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله ان ينصب أمير المؤمنين للناس وهو قوله عز وجل ﴿يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك - في علي - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته﴾ (3) أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام بغدير خم وقال:
من كنت مولاه فعلي مولاه حثت الأبالسة التراب على رؤوسهم (4).
فقال لهم إبليس الأكبر لعنه الله: مالكم؟
قالوا: قد عقد هذا الرجل اليوم عقدة لا يحلها إنسي (5) إلى يوم القيامة.
فقال لهم إبليس كلا إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة (6) ولن يخلفوني فيها.
فأنزل الله سبحانه هذه الآية (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين) (يعني شيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى ذريته الطيبين.) (7) 7 - ويعضده ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره)، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن سليمان، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن صباح